خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر! تصاعد الانقسامات داخل الاحتياطي الفيدرالي، معركة بيتكوين للوصول إلى حاجز 100000 دولار تقترب من نقطة تحول ماكرو اقتصادية

بتوقيت بكين في 10 ديسمبر، أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض نطاق سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.50%-3.75%، وهو ثالث خفض للفائدة خلال العام. ومع ذلك، كشف هذا القرار عن انقسامات نادرة وعميقة داخل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، حيث كانت نتيجة التصويت 9-3، وهي الأكثر انقسامًا منذ عام 2019. والأهم من ذلك، أن “نموذج النقاط” الأخير يشير إلى أن مسار خفض الفائدة في المستقبل سيكون بطيئًا جدًا ومحدودًا، مع توقع خفض واحد فقط في عامي 2026 و 2027 على التوالي. بالنسبة للسوق الذي تم تسعيره بالكامل توقعات خفض الفائدة، فإن هذا القرار “الحمائم مع نغمة صقرية” يبدو كتحذير من التشديد، قد يعيد تشكيل بيئة السيولة قصيرة الأجل لجميع الأصول ذات المخاطر، بما في ذلك البيتكوين.

تحليل عميق للقرار: صراع داخلي بين “حمائم” و “صقور” تحت مظاهر “حمائم”

من الظاهر أن الاحتياطي الفيدرالي استمر في دورة خفض الفائدة، وهو ما يُعتبر عادةً إشارة إيجابية للأصول ذات المخاطر. ومع ذلك، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل. الأبرز في هذا القرار ليس خفض الفائدة بحد ذاته، ولكن نمط التصويت النادر: انقسام ثلاثي. من بين 12 عضوًا، دعم 9 منهم خفض 25 نقطة أساس، وطلب عضو واحد (المدير ستيفن ميان) خفضًا أكثر حدة بمقدار 50 نقطة أساس، في حين اقترح رئيس بنك كنساس سيتي جريجوري م. شميت ورئيس بنك شيكاغو الفيدرالي أستين جارسبي عدم التغيير. هذا الانقسام غير مسبوق في السنوات الأخيرة، ويوضح بوضوح وجود فجوة كبيرة داخل اللجنة بشأن كيفية التعامل مع الوضع الاقتصادي المعقد الحالي.

هذا الانقسام الداخلي ينعكس مباشرة على التوجيه المستقبلي للسياسة. حيث أن البيان بعد الاجتماع كرر تقريبًا صياغة قرار إيقاف رفع الفائدة في ديسمبر 2024، وهو ما يُفسر على أنه إشارة قوية: عتبة خفض الفائدة المستقبلية قد ارتفعت بشكل ملحوظ. وأكدت “نموذج النقاط” أيضًا هذا الحذر، حيث تتوقع اللجنة أن ينخفض نطاق الفائدة ليصل إلى 3.00%-3.25% بحلول نهاية عام 2026، و2.75%-3.00% بحلول نهاية 2027، وهو ما يعني أن هناك حوالي 100 نقطة أساس فقط من خفض الفائدة على مدى الثلاث سنوات القادمة. وبذلك، فإن الاحتياطي الفيدرالي يعلن بشكل غير مباشر للسوق: أن دورة التسهيل قد اقتربت من نهايتها، فلا تتوقعوا خفضًا كبيرًا ومستمرًا.

نظرة عامة على أهم المعلومات في قرار الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر 2025

قرار الفائدة: خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس

النطاق الجديد للفائدة: 3.50% - 3.75%

الاختلاف في التصويت: 9 مؤيدين، 1 (ميان) طالب بخفض 50 نقطة أساس، و2 (شميت، جارسبي) عارضا الخفض

الوسيط المتوقع للفائدة في 2026: 3.00% - 3.25% (يعكس خفضًا واحدًا فقط بمقدار 25 نقطة أساس)

الوسيط المتوقع للفائدة في 2027: 2.75% - 3.00% (يعكس خفضًا آخر بمقدار 25 نقطة أساس)

التوقع للفائدة الحيادية طويلة الأمد: ثابتة بين 2.75% و 3.00%

حالة التضخم الحالية: مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية لا زال عند مستوى 2.8%

توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2026: رفع من 2.0% إلى 2.3%

أصل الاختلاف: مقاومة التضخم والمساومة المعقدة خلال فترة الانتقال السياسي

لماذا يظهر الاحتياطي الفيدرالي بمثل هذا “الارتعاش” أثناء خفض الفائدة؟ يكمن الصراع الأساسي بين البيانات التضخمية العنيدة والنمو الاقتصادي القوي الذي لا يلين. على الرغم من خفض الفائدة المستمر، فإن مؤشر التضخم الأهم - وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية - لا يزال عند 2.8%، ويستمر فوق هدف السياسة البالغ 2%. وحتى المسؤولون يتوقعون أن يعود التضخم إلى الهدف فقط بحلول 2028، مما يجعل أي تحفيز اقتصادي عنيف محفوفًا بالمخاطر، ويهدد بشكل كبير استدامة التوقعات التضخمية.

وفي الوقت نفسه، رفع الاحتياطي الفيدرالي توقعات النمو الاقتصادي في 2026 من 2.0% إلى 2.3%. هذا التعديل في التوقعات الاقتصادية مع استمرار التضخم فوق المستهدف يثير سؤال “لماذا التسرع في خفض الفائدة”، وهو حجة قوية لدى الأعضاء الصقور. رغم أن سوق العمل قد بدأ يبرد بعد ارتفاع درجة حرارته، إلا أن بيانات تسريح العمالة الخاصة لا تزال مرتفعة (فوق 1.1 مليون حتى نوفمبر)، مما يضيف غموضًا حول احتمالية تباطؤ غير متوقع في الاقتصاد مستقبلًا. في ظل هذا التحدي المزدوج، فإن قرار الاحتياطي الفيدرالي بالتحرك بحذر وتباطؤ هو نوع من التكيف مع المخاطر بأقل قدر من الخسائر.

عامل آخر لا ينبغي تجاهله هو الجدول الزمني السياسي. فالرئيس باول لديه ثلاث فرص فقط لرئاسة الاجتماعات القادمة، ومن المتوقع أن يتولى خليفته (المرشح الأوفر حظًا في السوق حاليًا هو رئيس اللجنة الاقتصادية الوطنية السابق كيفن هاسيت) المنصب قريبًا. خلال فترة الانتقال السياسي الحساسة، قد يُنظر إلى أي قرار جريء على أنه “سياسي” أو يفتقر إلى التفكير طويل المدى، مما قد يضر باستقلالية وموثوقية الاحتياطي الفيدرالي. لذلك، فإن الحفاظ على استمرارية السياسة وتوقعاتها يعد أولوية قصوى، مما يعزز من تقييد اتخاذ إجراءات جريئة.

تأثير السوق: نهاية حفلة السيولة، والأصول ذات المخاطر تواجه الامتحان

بالنسبة للسوق الرقمية التي تعتمد بشكل كبير على سيولة الدولار العالمية، فإن هذا القرار يعني أن وعود التسهيل المالي أصبحت في النهاية. كانت التوقعات السابقة بأن البيتكوين سيرتد من أقل من 8.3万美元 إلى أكثر من 9.2万美元 مدفوعة بشكل رئيسي بتوقعات خفض الفائدة، ولكن الآن، مع تباطؤ مسار الخفض وزيادة عدم اليقين، فإن “الوقود” الكوني الذي يدفع ارتفاع الأصول يتضاءل.

على المدى القصير، فإن القرار يشكل ضغطًا سلبيًا على الأصول الحساسة للفائدة، مثل الأسهم التقنية والنمو والعملات المشفرة. السوق سيركز الآن على “كم من الخفض المتبقي” بدلاً من “متى سيبدأ الخفض”، وسيكون حساسًا جدًا لأي بيانات تضخم أو وظيفة، مع زيادة في تقلبات السوق.

ومع ذلك، فإن القرار يتضمن أيضًا إجراءً قد يعتبره بعض المحللين مبشرًا وهو أن الاحتياطي الفيدرالي أعلن عن استئناف شراء السندات الحكومية في 12 ديسمبر، بشراء 400 مليار دولار من سندات الخزانة في المرحلة الأولى. على الرغم من أن الهدف هو تخفيف الضغط على سوق السيولة مؤخرًا وليس إعادة تفعيل التوسع الكمي، إلا أن هذا في حد ذاته يضيف سيولة أساسية إلى النظام المالي. بعض الآراء ترى أن هذه السيولة الجديدة قد تتسرب بشكل غير مباشر إلى أصول المخاطر مثل البيتكوين، مما يوفر دعمًا للسوق. ومع ذلك، فإن حجم وتأثير هذا التسهيل يكون محدودًا مقارنةً ببرنامج خفض الفائدة الواضح.

التوقعات التقنية للبيتكوين: نمط القاع المزدوج ومعركة تجاوز 10万 دولار

بعيدًا عن الرواية الكلية، تظهر بنية البيتكوين الفنية مؤشرات مهمة على المدى القريب. على الرسم اليومي، يتشكل نمط قاع مزدوج واضح حول 8.3万 دولار، وهو إشارة انعكاسية متوسطة المدى كلاسيكية. بعدها، نجح البيتكوين في الاختراق والاستقرار فوق مستوى المقاومة الرئيسي عند 9.2万 دولار، ويحاول الآن تحويله إلى دعم جديد.

مؤشرات الزخم مثل MACD تظهر تقاطعًا صعوديًا في خطوطها السريعة والبطيئة، وعمود الهستوجرام بدأ يتقلص نحو الصفر، مما يدل على تراجع زخم الهبوط وزيادة قوة الشراء. إذا تمكن البيتكوين من الحفاظ على دعم 9.0 - 9.2万 دولار، وتأكيد نمط القاع المزدوج عند مستوى المقاومة المكسور، فإن الهدف التالي قد يكون عند 10.06万 دولار، وإذا تمكن من اختراقه، فإن المجال المفتوح قد يمتد نحو 10.8万 دولار.

لكن، كل ذلك يعتمد على عدم حدوث تدهور أكبر في البيئة الكلية. إذا أدى موقف الفائدة “الأعلى والأطول” من قبل الاحتياطي الفيدرالي إلى تراجع شهية المخاطرة، وخسرت البيتكوين دعم 9万 دولار، فإن هذا الارتداد قد يفشل، وستواجه أسعار البيتكوين خطر العودة إلى 8.3万 دولار أو أدنى. إذن، البيتكوين حاليًا في وضعية مواجهة بين ضغوط اقتصادية كلية واعتبارات فنية صاعدة.

الخاتمة

قرار الاحتياطي الفيدرالي هذا، وكأنه إطفاء أضواء مفاجئ في حفلة خفض الفائدة، لم ينهي الحفلة لكنه أرسل رسالة واضحة: أن إمدادات السيولة ستتقلص، ويجب على المشاركين أن يبقوا يقظين. بالنسبة لسوق العملات الرقمية، فإن ذلك يعني أن الرواية الكلية التي دفعت السوق للصعود - وهي التسهيل النقدي - تتعرض لتصحيح جذري.

على المدى القصير، على المستثمرين استيعاب حقيقة “تباطؤ كبير في وتيرة خفض الفائدة”، مع تقلبات وتعديلات لا مفر منها. يجب أن يتحول التركيز من مجرد التوقعات بعدد مرات الخفض إلى تحليل أكثر دقة لمتانة التضخم، البيانات الاقتصادية، والانقسامات الداخلية داخل اللجنة. مسار بيتكوين للعبور فوق 10万 دولار سيكون أكثر تعقيدًا، حيث يتعين عليها تجاوز مقاومات فنية، وأيضًا إثبات مرونتها في ظل هذه الرياح المعاكسة من السيولة الكلية العالمية. الأشهر القادمة قد تكون بداية الامتحان الحقيقي.

BTC-2.49%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخنعرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.61Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.65Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.68Kعدد الحائزين:2
    0.04%
  • القيمة السوقية:$3.63Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.63Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت