العالمية أكبر شركة مالكة للبيتكوين، شركة ميكروستراتيجي، تواجه أزمة كبيرة تتعلق باستبعادها من المؤشرات الرئيسية للأسهم. اقترحت شركة MSCI، عملاق مؤشرات الأسواق العالمية، استبعاد الشركات التي تتجاوز نسبة أصولها المشفرة أكثر من 50% من إجمالي أصولها من ضمن مؤشريها. قام رئيس مجلس إدارة ميكروستراتيجي، مايكل سايلور، والرئيس التنفيذي، فونج لي، بالتوقيع على رسالة مشتركة هاجموا فيها بشدة هذا الاقتراح ووصفوه بـ “التحويلي والضار”، محذرين من أنه قد يتعارض مباشرة مع السياسات المؤيدة للابتكار التي تتبعها الحكومة الأمريكية. هذه المواجهة لا تتعلق فقط بخروج ميكروستراتيجي المحتمل لمبلغ 28 مليار دولار من التدفقات المالية السلبية، بل تمثل أيضًا نزاعًا حول تحديد موقع الأصول المشفرة ضمن النظام المالي التقليدي، وهو ما يتعلق بمسألة “المعيار”.
نزاع المعايير: حدود الـ 50% التي تضعها MSCI وردود ميكروستراتيجي الأربعة
جوهر هذا الجدل يكمن في المقترح الاستشاري الذي تسعى MSCI إلى تحديث طريقة حساب مؤشرات الأسهم بها. ينص المقترح على وجود “خط أحمر بنسبة 50%”: إذا كانت قيمة الأصول المشفرة التي تمتلكها شركة تتجاوز نصف إجمالي أصولها، فسيتم اعتبارها غير مناسبة للاستمرار كمكون في المؤشر المعني. بالنسبة لميكروستراتيجي، التي تعتبر البيتكوين أصلًا رئيسيًا في ميزانيتها، فإن هذه القاعدة بمثابة “أمر طرد” مصمم خصيصًا لها — إذ تمتلك حالياً بيتكوين بقيمة تقارب 610 مليار دولار، تمثل أكثر من 85% من قيمة شركتها الإجمالية، وهو ما يتجاوز بكثير الحد المقترح.
مواجهة احتمال خروجها من المؤشر، مما قد يؤدي إلى تدفقات مالية سلبية هائلة، دفعت ميكروستراتيجي إلى اتخاذ موقف صارم. قدمت إدارة الشركة ردًا مفصلًا مكونًا من 12 صفحة، هاجمت فيه بشكل شامل من زوايا تقنية ومحاسبية وسياسية ومالية، وركزت على الطابع التعسفي والتمييز في قواعد MSCI. وردًا على ذلك، تساءل مايكل سايلور وغيرهم: لماذا لا تُخضع الشركات التي تركز غالبية أصولها على سلع رئيسية مثل النفط أو الذهب أو الخشب لنفس القيود، وتُعطى استثناءات للأصول الرقمية؟ معتبرين أن هذا يمثل تمييزًا غير عادل ضد صناعات الأصول الرقمية الناشئة.
علاوة على ذلك، أوضحت ميكروستراتيجي بشكل قاطع طبيعة نموذج أعمالها، متميزة إياها عن مجرد حمل البيتكوين بشكل سلبي. شددت على أنها ليست مجرد بديل لصناديق البيتكوين أو أدوات استثمارية مغلفة، بل تستخدم احتياطيات البيتكوين الخاصة بها بشكل استراتيجي، وتعمل ككيان تجاري نشط يهدف إلى تحقيق عوائد تفوق السوق لصالح المساهمين. تصنيف مثل هذا النوع من الشركات واستبعادها بناءً على تصور خاطئ لنموذج “السندات الرقمية” للأصول هو خطأ جوهري في الفهم.
ميكروستراتيجي ترد على النقاط الأساسية ومعلومات حول مقترح MSCI
موقف ميكروستراتيجي من البيتكوين: بقيمة تقارب 610 مليار دولار
نسبة الحيازة من قيمة الشركة: أكثر من 85%
القاعدة الأساسية في مقترح MSCI: الشركات التي تتجاوز نسبة أصولها المشفرة 50% من إجمالي أصولها قد تُستبعد
خطر التدفقات المالية المباشرة: يتوقع بنك جي بي مورغان، إذا تم الاستبعاد، أن تواجه ميكروستراتيجي تدفقات خارجة تصل إلى 28 مليار دولار
الإطار الزمني لاتخاذ القرار: تتوقع MSCI أن تتخذ قرارها قبل 15 يناير
تحالفات الصناعة: مؤسس شركة Strive Asset Management، المرشح الرئاسي السابق، فيفيك راماسوامي، شارك في تأسيسها، وعلنيًا عارض قواعد مماثلة
التأثير السوقي: هل الاستبعاد متوقع ويُعتبر سلبيًا “مُسعرًا” أم بداية عاصفة جديدة؟
بمجرد أن يُطبق اقتراح MSCI، سيكون تأثيره المباشر والأكثر قابلية للقياس هو انتقال هائل لرؤوس الأموال بشكل سلبي. على سبيل المثال، قد يؤدي ذلك إلى بيع إجبارية من قبل صناديق المؤشرات، حيث قد تتوقع تحليلات جي بي مورغان أن تؤدي شركة واحدة فقط إلى تدفقات خارجة بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار. والأكثر خطورة، أن تغيير قواعد MSCI كمحدد للمعايير قد يُنتج “تأثيرًا نموذجيًا”، بحيث تتبع مؤشرات أخرى مثل S&P و FTSE Russell، مما يُطلق موجة أوسع من التدفقات، ويشكل صدمة نظامية على الشركات المدرجة التي تعتمد على الأصول الرقمية، ويهدد استقرار السوق بشكل عام.
لكن، تعقيد السوق المالي يكمن في أن السوق دائمًا في حالة توقع وتوقع مضاد. ومن المثير أن تحليلات جي بي مورغان تشير إلى أن سعر سهم ميكروستراتيجي يعاني منذ فترة من انخفاض كبير مقارنة بصافي قيمة بيتكوين التي تمتلكها، مما يعني أن السوق ربما قد استوعبت جزئيًا بالفعل خطر الاستبعاد. لذلك، خلال الفترة التي تسبق 15 يناير، قد تتحول هذه الفترة إلى نافذة ملاحظة “انتهاء السلبيات”، حيث إذا اضطرت MSCI لتعديل القواعد تحت ضغط، أو حتى إذا تم استبعاد ميكروستراتيجي مع بقاء أساسيات أعمالها واستراتيجيتها على حالها، فإن سعر السهم قد يشهد تصحيحًا متوقعًا.
ومع ذلك، لا يمكن استبعاد تقلبات قصيرة الأمد وآلامها. فعملية البيع الآلي من قبل صناديق المؤشرات ستشكل ضغطًا واضحًا، وقد تؤدي إلى مزيد من هبوط السعر. كما أن هذا الحدث يُعد بمثابة جرس إنذار لجميع الشركات التي تعتمد نموذج عمل مشابه: في الوقت الذي تتبنى فيه الأصول المشفرة، يجب أن تقيّم بشكل جدي المخاطر النظامية التي تتجاوز تقلبات السوق، والتي قد تتعلق بنظامية أكثر من كونها مجرد مخاطر سعرية.
تصادم النماذج: كيف يقيس المعايير المالية القديمة استراتيجيات أصلها من العملة الرقمية؟
مواجهة ميكروستراتيجي مع MSCI ليست مجرد نزاع بين شركة وشركة، بل تعكس فجوة متزايدة بين إطار التقييم التقليدي والابتكار في نماذج الأعمال الرقمية الأصل. أول التحديات هو عدم توافق المعايير المحاسبية. فالمعايير الحالية تعتبر البيتكوين أصولًا غير ملموسة، وتتطلب الاعتراف بخسائر انخفاض القيمة عندما تنخفض الأسعار، وهو أمر لا يعكس خصائصها طويلة الأمد كمخزن للقيمة، ويشوه بشكل كبير الحالة المالية الحقيقية للشركات مثل ميكروستراتيجي. وأوضحت الشركة في رسالتها أن قواعد MSCI تتجاهل الديناميات الأساسية لإدارة الميزانية العمومية.
تُوضع هذه المناقشة في سياق سياسي وسياسي أوسع، حيث استشهدت ميكروستراتيجي في ردها بأمر تنفيذي من إدارة ترامب يهدف إلى تعزيز الابتكار المالي الرقمي، ووجهت انتقادًا لاقتراح MSCI باعتباره “يتعارض بشكل مباشر مع سياسات الحكومة الحالية المؤيدة للابتكار والنمو”. ويُعد ذلك بمثابة تصعيد للدفاع عن صناعة الأصول الرقمية، حيث يُربط مصلحة الشركات بالمنافسة الصناعية الوطنية، والابتكار الاقتصادي، وأمن الدولة (حيث ذُكر في الرسالة أن هذا الإجراء “يضر بالأمن القومي”).
الأمر الأعمق هو استكشاف فلسفي لطبيعة “المؤشر”. كما قال المدير التنفيذي لشركة Strive Asset Management، الذي قدم أيضًا معارضة، إن دور مقدمي المؤشرات ينبغي أن يكون كمرآة موضوعية ومحايدة تعكس السوق بشكل كامل، وليس كحكم مسبق على نجاح أو فشل نماذج معينة. إذا قامت MSCI بتضمين شروط استبعادية كهذه، فإن ذلك من شأنه أن يُهدد ثقة السوق في حيادية وموثوقية منتجاتها.
دروس الصناعة: مفترق طرق نموذج DAT والتطورات المستقبلية
ميكروستراتيجي هي رائدة وأبرز من طبق نموذج “السندات الرقمية للأصول”. هذا النموذج شهد طفرة في سوق الثور، وحقق ثروات فاقت أداء البيتكوين بشكل كبير، وجذب استثمارات من شخصيات مثل بيتر ثيل، مؤسس venture capital في وادي السيليكون، وعائلة ترامب وغيرها. ومع دخول السوق في مرحلة تصحيح، انخفضت أسعار معظم شركات DAT بشكل كبير، وأحيانًا دون قيمة صافي الأصول التي تمتلكها من التوكنات.
يمكن اعتبار المقترح الحالي من MSCI بمثابة اختبار ضغط جدي على هذا النموذج الجديد. وهو يفرض على الصناعة التفكير: هل يجب تصنيف شركة تضع معظم أصولها في البيتكوين كشركة ذات استراتيجية استثمارية متقدمة، أم كأداة استثمارية بديلة تحتاج إلى إعادة تصنيف وتنظيم خاص؟ والجواب على السؤال سيؤثر بشكل عميق على مستقبل السياسات التنظيمية، وعلى رغبة وطرق الشركات في تبني استراتيجيات مماثلة.
بالنسبة للمستثمرين، تُعد هذه الأحداث أبعادًا مهمة لتقييم المخاطر. فبالإضافة إلى التوقعات طويلة الأمد للبيتكوين، يتعين عليهم تقييم مدى قدرة الشركات على البقاء ضمن قواعد النظام المالي الحالي، والتي تشمل: استمرارية الإدراج في البورصات، ومدى شمولها ضمن المؤشرات الرئيسية، واعتراف مكاتب التدقيق والمعايير المحاسبية. هذه العوامل غير السوقية قد تحدد مستقبل الشركة على المدى الطويل.
الختام
الرد الحاسم لميكروستراتيجي على اقتراح MSCI ليس مجرد دفاع عن شركة، بل هو معركة رمزية في مسار التبني الكامل للأصول الرقمية من قبل النظام المالي السائد. سواء كان قرار 15 يناير لصالح الشركة أو ضدها، فإن هذه المناقشة قد وضعت فجوة التقييم بين المعايير التقليدية والابتكار الرقمي في دائرة الضوء.
وإذا أصرت MSCI على تطبيق القواعد الجديدة، فسيؤدي ذلك على الأرجح إلى إعادة تشكيل التدفقات في مجال الاستثمار السلبي، وربما يثبط حماس الشركات التقليدية لإضافة الأصول الرقمية. وإذا تراجعت MSCI، فسيكون ذلك اعترافًا مهمًا بنموذج الأعمال الأصلية، مما يمنحها فرصة أكبر للاندماج في البنية التحتية المالية السائدة. مع تزايد دخول المزيد من المؤسسات إلى المجال الرقمي، ستصبح مثل هذه التصادمات والتأقلمات جزءًا من الوضع الطبيعي الجديد. ولجميع المشاركين في السوق، فإن فهم العمق وراء “معركة القواعد” وتقييم “الألفا” والنظامية الكامنة فيها أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهذه المواجهة، سواء نجحت أو فشلت، قد تركت بصمة عميقة على الصناعة.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
استراتيجية دقيقة ترد بقوة على تهديد استبعاد MSCI، وتدافع عن شرعية امتلاك الشركات لبتكوين
العالمية أكبر شركة مالكة للبيتكوين، شركة ميكروستراتيجي، تواجه أزمة كبيرة تتعلق باستبعادها من المؤشرات الرئيسية للأسهم. اقترحت شركة MSCI، عملاق مؤشرات الأسواق العالمية، استبعاد الشركات التي تتجاوز نسبة أصولها المشفرة أكثر من 50% من إجمالي أصولها من ضمن مؤشريها. قام رئيس مجلس إدارة ميكروستراتيجي، مايكل سايلور، والرئيس التنفيذي، فونج لي، بالتوقيع على رسالة مشتركة هاجموا فيها بشدة هذا الاقتراح ووصفوه بـ “التحويلي والضار”، محذرين من أنه قد يتعارض مباشرة مع السياسات المؤيدة للابتكار التي تتبعها الحكومة الأمريكية. هذه المواجهة لا تتعلق فقط بخروج ميكروستراتيجي المحتمل لمبلغ 28 مليار دولار من التدفقات المالية السلبية، بل تمثل أيضًا نزاعًا حول تحديد موقع الأصول المشفرة ضمن النظام المالي التقليدي، وهو ما يتعلق بمسألة “المعيار”.
نزاع المعايير: حدود الـ 50% التي تضعها MSCI وردود ميكروستراتيجي الأربعة
جوهر هذا الجدل يكمن في المقترح الاستشاري الذي تسعى MSCI إلى تحديث طريقة حساب مؤشرات الأسهم بها. ينص المقترح على وجود “خط أحمر بنسبة 50%”: إذا كانت قيمة الأصول المشفرة التي تمتلكها شركة تتجاوز نصف إجمالي أصولها، فسيتم اعتبارها غير مناسبة للاستمرار كمكون في المؤشر المعني. بالنسبة لميكروستراتيجي، التي تعتبر البيتكوين أصلًا رئيسيًا في ميزانيتها، فإن هذه القاعدة بمثابة “أمر طرد” مصمم خصيصًا لها — إذ تمتلك حالياً بيتكوين بقيمة تقارب 610 مليار دولار، تمثل أكثر من 85% من قيمة شركتها الإجمالية، وهو ما يتجاوز بكثير الحد المقترح.
مواجهة احتمال خروجها من المؤشر، مما قد يؤدي إلى تدفقات مالية سلبية هائلة، دفعت ميكروستراتيجي إلى اتخاذ موقف صارم. قدمت إدارة الشركة ردًا مفصلًا مكونًا من 12 صفحة، هاجمت فيه بشكل شامل من زوايا تقنية ومحاسبية وسياسية ومالية، وركزت على الطابع التعسفي والتمييز في قواعد MSCI. وردًا على ذلك، تساءل مايكل سايلور وغيرهم: لماذا لا تُخضع الشركات التي تركز غالبية أصولها على سلع رئيسية مثل النفط أو الذهب أو الخشب لنفس القيود، وتُعطى استثناءات للأصول الرقمية؟ معتبرين أن هذا يمثل تمييزًا غير عادل ضد صناعات الأصول الرقمية الناشئة.
علاوة على ذلك، أوضحت ميكروستراتيجي بشكل قاطع طبيعة نموذج أعمالها، متميزة إياها عن مجرد حمل البيتكوين بشكل سلبي. شددت على أنها ليست مجرد بديل لصناديق البيتكوين أو أدوات استثمارية مغلفة، بل تستخدم احتياطيات البيتكوين الخاصة بها بشكل استراتيجي، وتعمل ككيان تجاري نشط يهدف إلى تحقيق عوائد تفوق السوق لصالح المساهمين. تصنيف مثل هذا النوع من الشركات واستبعادها بناءً على تصور خاطئ لنموذج “السندات الرقمية” للأصول هو خطأ جوهري في الفهم.
ميكروستراتيجي ترد على النقاط الأساسية ومعلومات حول مقترح MSCI
موقف ميكروستراتيجي من البيتكوين: بقيمة تقارب 610 مليار دولار
نسبة الحيازة من قيمة الشركة: أكثر من 85%
القاعدة الأساسية في مقترح MSCI: الشركات التي تتجاوز نسبة أصولها المشفرة 50% من إجمالي أصولها قد تُستبعد
خطر التدفقات المالية المباشرة: يتوقع بنك جي بي مورغان، إذا تم الاستبعاد، أن تواجه ميكروستراتيجي تدفقات خارجة تصل إلى 28 مليار دولار
الإطار الزمني لاتخاذ القرار: تتوقع MSCI أن تتخذ قرارها قبل 15 يناير
تحالفات الصناعة: مؤسس شركة Strive Asset Management، المرشح الرئاسي السابق، فيفيك راماسوامي، شارك في تأسيسها، وعلنيًا عارض قواعد مماثلة
التأثير السوقي: هل الاستبعاد متوقع ويُعتبر سلبيًا “مُسعرًا” أم بداية عاصفة جديدة؟
بمجرد أن يُطبق اقتراح MSCI، سيكون تأثيره المباشر والأكثر قابلية للقياس هو انتقال هائل لرؤوس الأموال بشكل سلبي. على سبيل المثال، قد يؤدي ذلك إلى بيع إجبارية من قبل صناديق المؤشرات، حيث قد تتوقع تحليلات جي بي مورغان أن تؤدي شركة واحدة فقط إلى تدفقات خارجة بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار. والأكثر خطورة، أن تغيير قواعد MSCI كمحدد للمعايير قد يُنتج “تأثيرًا نموذجيًا”، بحيث تتبع مؤشرات أخرى مثل S&P و FTSE Russell، مما يُطلق موجة أوسع من التدفقات، ويشكل صدمة نظامية على الشركات المدرجة التي تعتمد على الأصول الرقمية، ويهدد استقرار السوق بشكل عام.
لكن، تعقيد السوق المالي يكمن في أن السوق دائمًا في حالة توقع وتوقع مضاد. ومن المثير أن تحليلات جي بي مورغان تشير إلى أن سعر سهم ميكروستراتيجي يعاني منذ فترة من انخفاض كبير مقارنة بصافي قيمة بيتكوين التي تمتلكها، مما يعني أن السوق ربما قد استوعبت جزئيًا بالفعل خطر الاستبعاد. لذلك، خلال الفترة التي تسبق 15 يناير، قد تتحول هذه الفترة إلى نافذة ملاحظة “انتهاء السلبيات”، حيث إذا اضطرت MSCI لتعديل القواعد تحت ضغط، أو حتى إذا تم استبعاد ميكروستراتيجي مع بقاء أساسيات أعمالها واستراتيجيتها على حالها، فإن سعر السهم قد يشهد تصحيحًا متوقعًا.
ومع ذلك، لا يمكن استبعاد تقلبات قصيرة الأمد وآلامها. فعملية البيع الآلي من قبل صناديق المؤشرات ستشكل ضغطًا واضحًا، وقد تؤدي إلى مزيد من هبوط السعر. كما أن هذا الحدث يُعد بمثابة جرس إنذار لجميع الشركات التي تعتمد نموذج عمل مشابه: في الوقت الذي تتبنى فيه الأصول المشفرة، يجب أن تقيّم بشكل جدي المخاطر النظامية التي تتجاوز تقلبات السوق، والتي قد تتعلق بنظامية أكثر من كونها مجرد مخاطر سعرية.
تصادم النماذج: كيف يقيس المعايير المالية القديمة استراتيجيات أصلها من العملة الرقمية؟
مواجهة ميكروستراتيجي مع MSCI ليست مجرد نزاع بين شركة وشركة، بل تعكس فجوة متزايدة بين إطار التقييم التقليدي والابتكار في نماذج الأعمال الرقمية الأصل. أول التحديات هو عدم توافق المعايير المحاسبية. فالمعايير الحالية تعتبر البيتكوين أصولًا غير ملموسة، وتتطلب الاعتراف بخسائر انخفاض القيمة عندما تنخفض الأسعار، وهو أمر لا يعكس خصائصها طويلة الأمد كمخزن للقيمة، ويشوه بشكل كبير الحالة المالية الحقيقية للشركات مثل ميكروستراتيجي. وأوضحت الشركة في رسالتها أن قواعد MSCI تتجاهل الديناميات الأساسية لإدارة الميزانية العمومية.
تُوضع هذه المناقشة في سياق سياسي وسياسي أوسع، حيث استشهدت ميكروستراتيجي في ردها بأمر تنفيذي من إدارة ترامب يهدف إلى تعزيز الابتكار المالي الرقمي، ووجهت انتقادًا لاقتراح MSCI باعتباره “يتعارض بشكل مباشر مع سياسات الحكومة الحالية المؤيدة للابتكار والنمو”. ويُعد ذلك بمثابة تصعيد للدفاع عن صناعة الأصول الرقمية، حيث يُربط مصلحة الشركات بالمنافسة الصناعية الوطنية، والابتكار الاقتصادي، وأمن الدولة (حيث ذُكر في الرسالة أن هذا الإجراء “يضر بالأمن القومي”).
الأمر الأعمق هو استكشاف فلسفي لطبيعة “المؤشر”. كما قال المدير التنفيذي لشركة Strive Asset Management، الذي قدم أيضًا معارضة، إن دور مقدمي المؤشرات ينبغي أن يكون كمرآة موضوعية ومحايدة تعكس السوق بشكل كامل، وليس كحكم مسبق على نجاح أو فشل نماذج معينة. إذا قامت MSCI بتضمين شروط استبعادية كهذه، فإن ذلك من شأنه أن يُهدد ثقة السوق في حيادية وموثوقية منتجاتها.
دروس الصناعة: مفترق طرق نموذج DAT والتطورات المستقبلية
ميكروستراتيجي هي رائدة وأبرز من طبق نموذج “السندات الرقمية للأصول”. هذا النموذج شهد طفرة في سوق الثور، وحقق ثروات فاقت أداء البيتكوين بشكل كبير، وجذب استثمارات من شخصيات مثل بيتر ثيل، مؤسس venture capital في وادي السيليكون، وعائلة ترامب وغيرها. ومع دخول السوق في مرحلة تصحيح، انخفضت أسعار معظم شركات DAT بشكل كبير، وأحيانًا دون قيمة صافي الأصول التي تمتلكها من التوكنات.
يمكن اعتبار المقترح الحالي من MSCI بمثابة اختبار ضغط جدي على هذا النموذج الجديد. وهو يفرض على الصناعة التفكير: هل يجب تصنيف شركة تضع معظم أصولها في البيتكوين كشركة ذات استراتيجية استثمارية متقدمة، أم كأداة استثمارية بديلة تحتاج إلى إعادة تصنيف وتنظيم خاص؟ والجواب على السؤال سيؤثر بشكل عميق على مستقبل السياسات التنظيمية، وعلى رغبة وطرق الشركات في تبني استراتيجيات مماثلة.
بالنسبة للمستثمرين، تُعد هذه الأحداث أبعادًا مهمة لتقييم المخاطر. فبالإضافة إلى التوقعات طويلة الأمد للبيتكوين، يتعين عليهم تقييم مدى قدرة الشركات على البقاء ضمن قواعد النظام المالي الحالي، والتي تشمل: استمرارية الإدراج في البورصات، ومدى شمولها ضمن المؤشرات الرئيسية، واعتراف مكاتب التدقيق والمعايير المحاسبية. هذه العوامل غير السوقية قد تحدد مستقبل الشركة على المدى الطويل.
الختام
الرد الحاسم لميكروستراتيجي على اقتراح MSCI ليس مجرد دفاع عن شركة، بل هو معركة رمزية في مسار التبني الكامل للأصول الرقمية من قبل النظام المالي السائد. سواء كان قرار 15 يناير لصالح الشركة أو ضدها، فإن هذه المناقشة قد وضعت فجوة التقييم بين المعايير التقليدية والابتكار الرقمي في دائرة الضوء.
وإذا أصرت MSCI على تطبيق القواعد الجديدة، فسيؤدي ذلك على الأرجح إلى إعادة تشكيل التدفقات في مجال الاستثمار السلبي، وربما يثبط حماس الشركات التقليدية لإضافة الأصول الرقمية. وإذا تراجعت MSCI، فسيكون ذلك اعترافًا مهمًا بنموذج الأعمال الأصلية، مما يمنحها فرصة أكبر للاندماج في البنية التحتية المالية السائدة. مع تزايد دخول المزيد من المؤسسات إلى المجال الرقمي، ستصبح مثل هذه التصادمات والتأقلمات جزءًا من الوضع الطبيعي الجديد. ولجميع المشاركين في السوق، فإن فهم العمق وراء “معركة القواعد” وتقييم “الألفا” والنظامية الكامنة فيها أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهذه المواجهة، سواء نجحت أو فشلت، قد تركت بصمة عميقة على الصناعة.