بشخصية بافيل، وتحدي تون

أنا أُعجب جدًا بما ذكره Pavel حول عدم استخدام الهاتف، فهذا في جوهره يعبر عن “الصيام المعلوماتي”، وهو رد فعل على تحدي وفرة المعلومات الحالية، ويقابلها مفهوم “الصيام عن الطعام” الذي يحبه الجميع، وهو شيء ميتافيزيقي وشيء مادي، لكن في النهاية يتحد الجسد والعقل، وكل ذلك يؤثر على هرمونات مثل الكورتيزول. الآن وفي المستقبل، الانتباه هو الأكثر ندرة، والقدرة على الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية بحرية تامة تعتبر رفاهية فاخرة، وحرية ذات عتبة.

Pavel هو أيضًا حرفي متقن للغاية، وفائدته تكمن في قدرته على قيادة فريق صغير لإنشاء تطبيق قاتل، لكن محدوديته تكمن في أن Telegram، كأكبر منصة مراسلة فورية خارج الصين والولايات المتحدة، لا يمكن أن يصبح منصة عملاقة مثل Tencent؛ نفس الثقافة أثرت أيضًا على مشروعه Web 3 TON. وبالمناسبة، أود أن أشارك تجربتي كأول مؤسسة استثمارية عربية في TON خلال الأربع سنوات الماضية، مع مراقبة دقيقة لهذا المشروع.

1. المسار التكنولوجي خاطئ في شجرة التكنولوجيا. TON استمر في الإصرار على استخدام C++، وهو ما يبدو كتمسك نظري بالتقنية. تاريخيًا، أخطأت روسيا عدة مرات في مسار “شجرة البيانات والتكنولوجيا”: الاتحاد السوفيتي لم يغير مساره في ثورة الترانزستور، وركز على تحسين أداء الأنابيب الإلكترونية، مما أدى إلى تفويت موجة الرقائق الإلكترونية. غالبًا ما يركزون بشكل مفرط على الأداء والسيطرة، ويتجاهلون البيئة وتجربة المطور. بيئة تطوير SDK، أدوات، ووثائق TON غير موحدة، مما يرفع حاجز الدخول؛ وهذه ليست مشكلة في اللغة البرمجية، بل نقص في التفكير المنصتي.

2. تكوين البيئة غير متوازن. حاليًا، النشاط يتركز بشكل رئيسي بين الروس والصينيين، لكن توزيع الموارد يميل بشكل واضح لصالح المجتمع الناطق بالروسية. الجميع يعرف ذلك جيدًا.

3. احتكار القلة. تمركز التمويل، التدفق، وموارد السرد في عدد قليل من الشركات أو المشاريع “TOP”، والجميع يعلم أن عليه أن يمدح فريق “TOP”، لكن المشاريع المتوسطة والصغيرة تتعرض لضغط شديد. هناك دائمًا صراع داخلي بين المؤسسة والاحتكار “TOP”، مع نزاعات مستمرة.

4. عدم قبول الذات. من المهم جدًا أن يقبل الشخص أو المنظمة نفسه ويتصالح مع ذاته، فقط على أساس ذلك يمكنه مواجهة نفسه بشكل واقعي واستغلال نقاط قوته وتجنب نقاط ضعفه. ومع ذلك، يبدو أن TON متحمس جدًا لمحاولة إقناع ماسك، وإقناع المستثمرين الأمريكيين، والتوجه إلى البيت الأبيض. الحقيقة أن، مهما بذل من جهد، يظل TON في نظر الآخرين منصة بلوكتشين ذات خلفية روسية. بالمقابل، BNB لم تحاول أن تلعب دور “الأمريكي”، بل بدأت كمنصة يفضلها الشرق الأقصى، وأرادت أن تجعل الغرب يشعر بـ FOMO، ثم تتجه نحو العالمية بشكل طبيعي، وكانت النتيجة جيدة جدًا.

5. قصة “مليار مستخدم” استمرت أربع سنوات، وما زالت قصة. Pavel يواصل الحديث عن قصة عظيمة تربط بين Telegram ومليار مستخدم و عالم البلوكشين، لكن هذه القصة لم تتحقق بعد. السبب ليس في الرؤية الوهمية، بل في القيود الهيكلية: من أجل البقاء، وضمان أمن Pavel الشخصي (خلال السنوات الأخيرة، أصبح مهووسًا أكثر بأمانه الشخصي، خاصة بعد عدة حوادث، بما في ذلك حادثة فرنسا الأخيرة)، يجب أن يحافظ على فصل “ظاهري” بين TON وTelegram، لتجنب مخالفة القوانين، وهذا الفصل يمنع TON من ربط بيئة Telegram بشكل كامل. حتى عملة مستقرة مثل USDE، إصدارها يظل في حدود المليارات، مما يدل على أن القصة كبيرة، لكن التنفيذ صغير جدًا.

TON يمتلك مثالية المهندسين، لكنه يفتقر إلى حرارة التعاون البيئي؛ لديه مدخلات ضخمة، لكنه عالق في الواقع التنظيمي؛ لديه مزايا، لكنه لم يتصالح معها بعد. لديه سرد، وأحلام، لكنه بحاجة إلى تحويلها إلى توازن مستدام بين النظام والحوافز.

أتمنى أن تتطور بيئة TON بشكل أفضل.