## السوق في مواجهة ثنائية في المضاربة على الهبوط: طريقة أخرى للربح



يتبادل السوق بين سوق صاعد وسوق هابط، وتدور الدورة بين الارتفاع والانخفاض. يتداول في عالم الاستثمار قول "الظلام والضوء هما الطريق"، وهو يفسر جوهر السوق المالي — طالما هناك من يتوقع ارتفاع الأسعار، فهناك من يراهن على الانخفاض. يعتاد معظم المستثمرين الأفراد على شراء الارتفاع، لكن المستثمرين الأذكياء الحقيقيين قد أتقنوا **البيع على المكشوف**، وهو تقنية تداول ثنائية الاتجاه تتيح لهم تحقيق أرباح وفيرة خلال فترات السوق الهابطة.

## ما هو البيع على المكشوف بالضبط؟

**البيع على المكشوف، ويعرف أيضًا بـ"البيع على الهامش"**، هو في جوهره استراتيجية تداول "بيع ثم شراء". يتوقع المستثمرون انخفاض سعر أصل معين، فيقترضون الأوراق المالية من الوسيط ويبيعونها بالسعر الحالي، ثم يعيدون الشراء عندما ينخفض السعر لتعويض القرض، محققين أرباحًا من الفرق بين سعر البيع والشراء. وهو عكس المنطق المعروف بـ"الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع".

كمثال مباشر: تتوقع أن سعر سهم معين سينخفض، فتقترض سهمًا واحدًا وتبيعه عند 1200 دولار، وعندما ينخفض السعر إلى 980 دولارًا، تشتريه وتعيده، محققًا ربحًا قدره 220 دولارًا (دون احتساب الرسوم). يبدو الأمر بسيطًا، لكن لهذا الأسلوب تأثير عميق على السوق — إذ يتيح للمستثمرين تحقيق أرباح سواء ارتفع السوق أو انخفض.

الهدف من البيع على المكشوف لا يقتصر على الأسهم فقط، بل يشمل العملات الأجنبية، والسندات، والعقود الآجلة، والخيارات، وغيرها من الأدوات المالية المشتقة. هذه المرونة تسمح للمؤسسات الاستثمارية وصناديق التحوط بالعمل بكفاءة في أسواق معقدة.

## ماذا لو غاب السوق عن البيع على المكشوف؟

تخيل سوقًا ماليًا لا يوجد فيه آلية للبيع على المكشوف: عند ارتفاع السوق، ستشهد الأسعار قفزات جنونية، وعند الانخفاض، ستنخفض بشكل حاد، مما يجعل السوق غير مستقر للغاية. مثل هذا السوق يميل إلى تكوين فقاعات، ويصبح حماية المستثمرين فيه شبه مستحيلة. بالمقابل، السوق الذي يتسم بتوازن بين الشراء والبيع يكون أكثر صحة وواقعية.

**قيمة السوق التي تسمح بالبيع على المكشوف:**

**التحوط من المخاطر** — عندما تتقلب المراكز بشكل كبير، يمكن للمتداولين استخدام البيع على المكشوف لتوازن المخاطر وتقليل تأثير الأحداث غير المتوقعة

**الحد من الفقاعات** — عندما يكون تقييم سهم معين مبالغًا فيه، فإن آلية البيع على المكشوف ستعمل على تصحيح ذلك تلقائيًا، وتقليل التضخم في السوق

**تنشيط السيولة** — آلية الربح الثنائي تجذب المزيد من المشاركين، مما يزيد من حجم التداول وعمق السوق بشكل ملحوظ

## كيف يتم تنفيذ البيع على المكشوف؟

### البيع على المكشوف عبر اقتراض الأوراق المالية مباشرة

تقديم طلب لفتح حساب اقتراض الأوراق المالية من الوسيط، ثم اقتراض الأوراق المالية وبيعها مباشرة. هذه الطريقة مباشرة لكنها تتطلب معايير عالية. على سبيل المثال، يتطلب أحد أكبر الوسطاء على الأقل 2000 دولار كسيولة نقدية أو أصول أوراق مالية، مع ضرورة الحفاظ على صافي أصول الحساب بنسبة لا تقل عن 30% من القيمة الإجمالية. فوائد الاقتراض تُحتسب على أساس مبلغ القرض، وتكاليف التداول صغيرة نسبيًا للمبالغ الصغيرة.

### البيع على العقود الفرقية (CFD)

هذه الأداة أصبحت الأكثر استخدامًا بين المستثمرين الأفراد مؤخرًا. العقود الفرقية هي في جوهرها عقد يتبع سعر الأصل الأساسي، ويستخدم الرافعة المالية لتعظيم الأرباح. مقارنةً بالاقتراض المباشر، توفر CFD ثلاث مزايا رئيسية: متطلبات رأس مال منخفضة (بضمان هامش 5%-10%)، عملية تداول بسيطة (خطوتان: بيع ثم شراء)، ولا تتطلب دفع رسوم على الاحتفاظ ليليًا.

كمثال على البيع على CFD لأسهم Google، مع حجم تداول 5 أسهم:
- **CFD**: رأس مال مبدئي 434 دولار (هامش 5% + رافعة 20x)، أرباح 150 دولار، معدل عائد 34.6%
- **الاقتراض التقليدي**: رأس مال مبدئي 4343 دولار (هامش 50% + رافعة 2x)، أرباح 150 دولار، معدل عائد 3.4%

وهذا يوضح لماذا أصبحت CFD أداة مفضلة للمستثمرين الصغار — حيث زادت كفاءة استخدام رأس المال بمقدار 10 أضعاف.

### العقود الآجلة

عقود الآجلة تتضمن تحديد وقت وتاريخ تسليم واضح للأصل، وتعمل على مبدأ البيع على المكشوف بنفس طريقة CFD، لكن مع قلة المرونة، وتكاليف أعلى، ومخاطر الإغلاق الإجباري. لا يُنصح بها للمستثمرين الأفراد، فهي أكثر ملاءمة للمؤسسات والمتداولين المحترفين.

### شراء صناديق المؤشرات المعاكسة (反向ETF)

إذا كانت الطرق السابقة معقدة، فإن شراء صناديق المؤشرات المعاكسة هو خيار آخر. مثلًا، صناديق QID التي تبيع على Nasdaq، وDXD التي تبيع على Dow Jones، يديرها مدير صندوق محترف، وتكون المخاطر فيها أقل نسبيًا. العيب هو ارتفاع التكاليف، حيث أن التغييرات المتكررة في التكوين تتطلب دفع رسوم تحويل.

## مثال عملي: كيف يعمل البيع على المكشوف للعملات الأجنبية؟

سوق العملات هو سوق ثنائي بطبيعته، حيث يُمكن البيع والشراء على حد سواء. كمثال، زوج الجنيه الإسترليني/الدولار، عند استخدام رافعة 200x وهدية ضمان بقيمة 590 دولار، يبيع المتداول عقدًا واحدًا عند سعر 1.18039. فقط عندما ينخفض سعر الصرف بمقدار 21 نقطة إلى 1.17796، يحقق ربحًا على الورق قدره 219 دولارًا، بمعدل عائد يصل إلى 37%.

لكن سوق العملات معقد جدًا، حيث تتأثر تقلباته بمعدلات الفائدة، وفوارق التجارة، واحتياطيات العملات الأجنبية، وتوقعات التضخم، والتغيرات السياسية. يتطلب التداول على الهبوط في سوق العملات قدرات تحليل ماكرو قوية ووعي بالمخاطر.

## ما الذي يخفيه البيع على المكشوف بشكل مثالي من مخاطر؟

### السيف المعلق للخسارة غير المحدودة

أقصى خسارة عند الشراء هو خسارة كامل رأس المال (عندما ينخفض السعر إلى 0). لكن البيع على المكشوف يختلف — فالسعر يمكن أن يرتفع بلا حدود، وخسارتك ستكون غير محدودة. إذا ارتفع سعر السهم من 10 دولارات إلى 100 دولار، فإن الخسارة تكون 900 دولار؛ وإذا استمر في الارتفاع إلى 200 دولار، ستكون الخسارة 1900 دولار. لهذا السبب، تعتبر قواعد الإغلاق الإجباري مهمة جدًا — عندما يستهلك الهامش بالكامل، يقوم الوسيط بإغلاق المركز قسرًا، مما يوقف الخسارة ويمنع الأرباح.

### تكلفة الوقت ومخاطر اقتراض الأوراق المالية

البيع على المكشوف غير مناسب للمراكز طويلة الأمد. من ناحية، يحق للوسيط استرجاع الأوراق المالية المقترضة في أي وقت، مما يجبرك على تغطية المركز؛ ومن ناحية أخرى، يتطلب الاحتفاظ بمركز طويل الأمد دفع فوائد على القرض، مما يقلل من الأرباح. عادةً، يكون أفضل وقت للبيع على المكشوف هو خلال فترات قصيرة (من أيام إلى أسابيع)، حيث يتم استغلال فترات الانخفاض المحددة لتحقيق الربح والخروج بسرعة.

### الفخاخ النفسية والرافعة المفرطة

الكثير من المستثمرين يخطئون في التقدير، ويستمرون في إضافة مراكز بيع على المكشوف على أمل انعكاس السوق، مما يزيد من الخسائر. الرافعة المالية سيف ذو حدين — فهي تضاعف الأرباح، وتضاعف الخسائر أيضًا. يجب أن تظل المراكز ضمن حدود القدرة على تحمل المخاطر.

## كيف تتصرف بشكل صحيح عند البيع على المكشوف؟

البيع على المكشوف هو أداة للتحوط، وليس مصدر دخل رئيسي. عند استخدامه، يجب الالتزام ببعض المبادئ:

**التحكم في حجم المركز** — لا تتجاوز مراكز البيع على المكشوف 20%-30% من إجمالي الأصول، ويجب أن يكون وسيلة للتحوط من مراكز طويلة الأمد

**الوقف المبكر للخسائر والأرباح** — إغلاق المركز فور تحقيق الربح المتوقع، ووقف الخسارة عند تجاوزها للحد المحدد، وعدم التمادي في الانتظار

**اختيار الأدوات المناسبة** — بناءً على حجم رأس المال، اختر بين اقتراض الأوراق المالية، CFD، أو الصناديق المعاكسة، وتجنب الاعتماد المفرط على العقود الآجلة

**التحليل الأساسي العميق** — قبل البيع على المكشوف، قم بدراسة التقارير المالية للشركات، وآفاق الصناعة، والدعم الفني، لزيادة احتمالات النجاح

## الخلاصة

البيع على المكشوف هو آلية ضرورية لضمان صحة السوق، وهو مهارة متقدمة للتحكم في تقلبات السوق. لكن، كما هو الحال مع أي أداة ذات عوائد عالية، فهو يحمل مخاطر مساوية. النجاح في البيع على المكشوف لا يكمن في التكرار، بل في العثور على فرص ذات احتمالات عالية، واتخاذ قرارات مدروسة بعناية بمخاطر وعوائد معقولة. السوق لا ينقصه فرص الربح، بل ينقصه عقل هادئ ومرن.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$0.1عدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.52Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.59Kعدد الحائزين:2
    0.29%
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.55Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • تثبيت