في صباح يوم 15 ديسمبر، شهد سوق العملات الرقمية تقلبات مفاجئة خلال التداول الآسيوي. هبطت بيتكوين من أعلى مستوى عند 90,000 دولار بشكل مفاجئ، وانخفضت خلال الجلسة إلى 85,616 دولار، مسجلة انخفاضًا يزيد عن 5% في يوم واحد. بالمقابل، سوق الذهب لم يتأثر تقريبًا، حيث انخفض بمقدار دولار واحد فقط.

الغريب في هذا الانخفاض المفاجئ هو أنه لم يكن هناك أخبار سلبية واضحة. لا توجد بيانات سياسة تسيء إلى السوق، ولا انفجارات لمشاريع كبيرة، ولا تظهر بيانات الشبكة أي ضغط بيع غير طبيعي. إذن، أين المشكلة؟ كل الأدلة تشير إلى طوكيو. ستعقد البنك المركزي الياباني قرار سعر الفائدة في 19 ديسمبر، ويتوقع السوق بشكل عام أن يرفعوا سعر الفائدة إلى أعلى مستوى له خلال الثلاثين عامًا الماضية. انخفاض بيتكوين هو في الواقع استيعاب مسبق لهذا التوقع.

هذا التقلب كشف عن حقيقة واحدة: يتم الترويج لبيتكوين على أنه "ذهب رقمي"، ويُزعم أنه يمكن أن يحوط من التضخم ويتجنب المخاطر الجغرافية. لكن في الواقع، حساسيته للسيولة العالمية تفوق بكثير خصائصه كأصل ملاذ آمن. بدأ البنك المركزي الياباني في تطبيق أسعار فائدة سلبية منذ عام 2016، واستمر على مدى أكثر من 8 سنوات في ضخ أموال رخيصة إلى السوق. تدفقت هذه الأموال إلى سوق الأسهم، وسوق السندات، وإلى العملات الرقمية. عندما يضيق البنك المركزي السيولة، تكون هذه الأصول الناشئة في مقدمة المتأثرين. التحول في سياسة اليابان هو مجرد إشارة على تشديد السيولة العالمية — وما يعنيه ذلك لأصول المخاطر مثل بيتكوين، بدأ السوق يتحدث الآن من خلال الأسعار.