واجهت منصة إقراض عبر الإنترنت رائدة في الصين تجربة توسع دولي مؤلمة. باستخدام نماذج إدارة مخاطر البيانات الضخمة وتقنيات التعرف البيولوجي المتقدمة، دخلوا سوق الهند واثقين من أنفسهم — معتقدين أن الأمر سيكون مجرد "ضربة خفيفة" لتقليل الأبعاد. لكن الواقع كان صادمًا: ارتفعت نسبة الديون المعدومة فجأة إلى 40%-80%.

ثم جاءت المفاجأة الأكبر. كان موظفو التحصيل يضغطون على المدينين للسداد، فكان الرد منهم بسؤال هادئ: "بما أنكم أغنياء هكذا، هل يمكن أن تقرضوني قليلاً؟" وهناك من رفع صور كلاب لإثبات الهوية — ومر النظام بذلك. المشكلة الأساسية هنا ليست فشل التقنية، بل التباين الكبير بين التقنية والواقع.

لماذا يحدث هذا؟ لأن أكثر من 80% من سكان الهند لا يملكون سجلات ائتمانية على الإطلاق. البيانات الاستهلاكية التي تعتمد عليها الخوارزميات المذهلة في السوق الصينية تكاد تكون غير موجودة في الهند. والأكثر إحباطًا، أن سرعة تغير مهن الهنود مذهلة — صباحًا قد يكونون ممثلين في بوليوود، وبعد الظهر يصبحون بائعين على الرصيف. أي نموذج إدارة مخاطر يعتمد على البيانات التاريخية سينهار أمام هذا التنقل العالي.

هذه القصة تعتبر مرآة لنظام DeFi. العالم المالي المشفر اليوم يرتكب أخطاء مماثلة. نحن غارقون في العقود الذكية المعقدة والخوارزميات، ونؤمن أن الكود يمكن أن يحل كل مخاطر التمويل. لكن الواقع؟ جوهر المخاطر المالية ليس مجرد مسألة رياضيات، بل هو أعمق من ذلك، يتعلق بالطبيعة البشرية والثقافة. مدى قوة التقنية محدود بمدى ملاءمتها للبيئة الاجتماعية التي تعمل فيها — وكل شيء يعتمد على التربة الاجتماعية التي تنمو فيها. الاختبار القادم لـDeFi هو مدى قدرة هذه البروتوكولات على فهم والتكيف مع اختلافات السوق في مناطق وثقافات مختلفة. وإلا، فحتى أذكى الخوارزميات ستكون مجرد أسود مموهة على ورق.