الحدث وقع عندما كنت أتناول إفطاري صباحًا، اشتريت فطيرة بطاطس وبيض، وكيس من فطائر تشوجيا ذات النكهة الخاصة، وكرات مقلية (وهو مصطلح محلي في نانشاني، نوع من الوجبات الصغيرة المقلية على شكل كرات)، وضعتهم في المقلاة الهوائية على درجة حرارة 150 درجة، وسخنتهم لمدة 3 دقائق، وعندما أخرجتهم لأتناولهم، لاحظت أن فطيرة تشوجيا لم تتساوَ في التسخين، كانت قطعة باردة وأخرى ساخنة، بينما الكرات المقلية كانت متساوية في التسخين تمامًا، وبعد أن قمت بتحليل الاختلاف بين نوعي الطعام باستخدام الذكاء الاصطناعي، اكتشفت أن:

الفطيرة ذات النكهة الخاصة هي فطيرة مسطحة متعددة الطبقات، قوامها جاف وصلب وبه مسام، وعند وضعها في سلة القلي، يكون الجزء السفلي ملتصقًا بالشبكة المعدنية، مما يصعب وصول الهواء الساخن، ويعتمد على التوصيل الحراري المعدني، بالإضافة إلى وجود طيات وبنية متعددة الطبقات تُشكل "زاوية ميتة للهواء الساخن"، وخصائصها الجافة والصلبة التي تبطئ التوصيل الحراري، مما يؤدي في النهاية إلى عدم تساوي التسخين؛ أما الكرات المقلية فهي كرة ملساء ومغلقة، وملمسها اللزج من الأرز اللزج يجعل انتقال الحرارة أكثر تساويًا، وغطاؤها المقلية يمنع التسخين المفرط في مناطق معينة، والهواء الساخن ذو الدورة السريعة يمكن أن يحيط بها من جميع الجهات 360 درجة، مما يجعل التسخين متساويًا بطبيعة الحال.

عندما أراقب هذه التفاصيل الصغيرة في الحياة، تذكرت فجأة السؤال الذي كان يحيّرني دائمًا: ما الهدف الحقيقي من القراءة؟ يقول البعض إنها من أجل الشهادة، ويقول آخرون إنها لمواجهة متطلبات الأسرة، هناك العديد من الإجابات، لكن في تلك اللحظة أدركت فجأة:

القراءة، من أجل فهم الحقائق

بالطبع، فهم الحقائق لا يأتي بمجرد الانتهاء من القراءة. يجب أن نضع ما تعلمناه في الكتب موضع التجربة في الحياة: أن نرى وجهات نظر مختلفة، لكي لا نتمسك برأي واحد؛ وأن نمر بتجارب الحياة، لنعرف أي من المبادئ يمكن الاعتماد عليها حقًا. القراءة هي "تعلم النظرية"، والتطبيق هو "إثبات النظرية"، فقط بدمج الاثنين يمكننا أن نكون قد فهمنا الكتب حقًا واستوعبنا المبادئ.

وفي النهاية، الهدف الأسمى من القراءة هو أن نتمكن في عالم معقد من الحفاظ على معيار الحكم، وامتلاك الثقة في أفعالنا، لنعيش بوعي، ونتجنب الطرق الملتوية والضبابية.