المتداولون يخفضون التوقعات بشكل كبير! تغير كبير في احتمالية رفع أو خفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر الدولار يحقق أقوى ارتفاع منذ سبتمبر
توقعات حادة الانعطاف، وتفكك ثقة السوق في خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
وفقًا لأحدث بيانات أداة “مراقبة الاحتياطي الفيدرالي” من CME، حدثت انعطافة مذهلة في وجهة نظر المتداولين بشأن خفض الفائدة في ديسمبر. لا تزال احتمالية الخفض يوم الثلاثاء قريبة من 50%، ولكن مع ظهور مشكلة فجوة البيانات الناتجة عن توقف الحكومة الفيدرالية، تراجعت التوقعات خلال يوم واحد فقط — حيث انخفضت الآن إلى حوالي 30%. والأكثر إثارة للدهشة، أنه قبل حوالي شهر، كانت السوق تتوقع بنسبة تصل إلى 94% خفض الفائدة في نفس الشهر، وانخفضت من 94% إلى 30%، مما يوضح تغيرًا هائلًا في مزاج السوق.
هذا التعديل في التوقعات دفع بقوة الدولار الأمريكي. خلال تداولات الأربعاء (19 نوفمبر) في نيويورك، سجل مؤشر الدولار أداءً يوميًا لافتًا منذ 25 سبتمبر، حيث ارتفع مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 0.5%، وحقق أعلى مستوى إغلاق منذ أكثر من أسبوعين. ومع ارتفاع الدولار، تراجعت العملات الرئيسية الأخرى. كان الجنيه الإسترليني/الدولار الأكثر ضعفًا، حيث انخفض بنسبة 0.7% يوم الأربعاء، وهو رابع يوم على التوالي من الانخفاض، مسجلًا أطول سلسلة خسائر منذ 24 أكتوبر. كما انخفض الين مقابل الدولار بنسبة 1.1% ليصل إلى 157.18، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يناير من هذا العام. كما تراجع الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى منذ أبريل، مما قضى تقريبًا على مكاسب العام بأكمله.
فترة الفراغ البياناتي تثير عدم اليقين في السياسات
جذر المشكلة يكمن في إعلان مكتب الإحصاء الأمريكي يوم الأربعاء. بسبب توقف الحكومة الفيدرالية (الأطول في التاريخ الأمريكي)، لم يتمكن المكتب من إصدار بيانات التوظيف لشهر أكتوبر في الوقت المحدد، وحتى معدل البطالة لم يُحسب. قرر المكتب دمج بيانات أكتوبر في التقرير الكامل لشهر نوفمبر، لكن هذا يثير مشكلة سياسة خطيرة: كان من المقرر إصدار تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر نوفمبر في 5 ديسمبر، وتم تأجيله الآن إلى 16 ديسمبر.
هذا الفارق الزمني لا يمكن تجاهله. ستعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة آخر اجتماع لها لهذا العام في أوائل ديسمبر، ولكن البيانات الجديدة للتوظيف لن تكون متاحة إلا بعد ستة أيام من انتهاء الاجتماع. هذا يعني أن صانعي القرار في الاحتياطي الفيدرالي سيكون لديهم بيانات اقتصادية محدودة جدًا عند النظر في قرار رفع أو خفض الفائدة في ديسمبر. سيتم إصدار تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر سبتمبر يوم الخميس، ولكن بدون بيانات كاملة لشهر أكتوبر، فإن قيمة هذا التقرير ستكون محدودة أيضًا.
تصادم مواقف السوق والمسؤولين
قال أليكس كوهين، استراتيجي البنوك الأمريكية، يوم الأربعاء، إن أداء الدولار اليوم “مثير للإعجاب”، ويعتقد أن الدولار لا يزال لديه مجال للمزيد من الارتفاع، لأن المتداولين يحتاجون إلى مزيد من الأدلة لتبرير خفض الفائدة في ديسمبر. بعبارة أخرى، في ظل نقص البيانات، يصبح قرار خفض الفائدة محفوفًا بالمخاطر.
هذا الحذر يتوافق مع الانقسامات داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. أظهر محضر اجتماع 28-29 أكتوبر الذي أصدره الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن هناك خلافات كبيرة بين أعضاء اللجنة، على الرغم من قرار خفض الفائدة الشهر الماضي. وكان القلق السائد هو أن استمرار خفض أسعار الفائدة قد يعيق جهود مكافحة التضخم. قال أرووب تشاترجي، استراتيجي بنك وول ستريت في نيويورك، إن احتمالية إبقاء الفائدة ثابتة ترتفع بشكل واضح في ظل غياب البيانات المحدثة، إلا إذا أظهرت بيانات التوظيف في سبتمبر ضعفًا غير معتاد، فإن معظم صانعي القرار سيختارون الانتظار حتى ديسمبر.
ردود الفعل المتسلسلة: تقلبات حادة في الذهب والأصول الأخرى
التحول المفاجئ في توقعات خفض الفائدة أثار اضطرابات في أسواق أخرى. شهد سعر الذهب تقلبات حادة خلال الأربعاء، حيث وصل في الصباح إلى أعلى مستوى عند 4132.86 دولار للأونصة، قبل أن ينخفض بسرعة إلى أدنى مستوى عند 4055.53 دولار للأونصة. في النهاية، أغلق الذهب الفوري على ارتفاع بسيط بنسبة 0.26% عند 4077.93 دولار للأونصة، مع تلاشي مكاسبه خلال الجلسة.
هذا الانخفاض المفاجئ في الذهب مرتبط مباشرة بارتفاع الدولار — حيث أن ارتفاع الدولار يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الأجانب، مما يضعف الطلب. وفي الوقت نفسه، تراجع توقعات خفض الفائدة يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، لأن عائد الذهب لا يمكن مقارنته بعوائد السندات الأمريكية الأعلى.
كما أن المخاوف بشأن مستقبل المالية البريطانية زادت من الضغط على الجنيه الإسترليني، مما أدى إلى تراجع العملات الأخرى مثل اليورو، وكل ذلك يشير إلى اتجاه واحد: مع تغير توقعات رفع وخفض الفائدة، يعيد المتداولون تقييم تخصيص الأصول على مستوى العالم.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
المتداولون يخفضون التوقعات بشكل كبير! تغير كبير في احتمالية رفع أو خفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر الدولار يحقق أقوى ارتفاع منذ سبتمبر
توقعات حادة الانعطاف، وتفكك ثقة السوق في خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
وفقًا لأحدث بيانات أداة “مراقبة الاحتياطي الفيدرالي” من CME، حدثت انعطافة مذهلة في وجهة نظر المتداولين بشأن خفض الفائدة في ديسمبر. لا تزال احتمالية الخفض يوم الثلاثاء قريبة من 50%، ولكن مع ظهور مشكلة فجوة البيانات الناتجة عن توقف الحكومة الفيدرالية، تراجعت التوقعات خلال يوم واحد فقط — حيث انخفضت الآن إلى حوالي 30%. والأكثر إثارة للدهشة، أنه قبل حوالي شهر، كانت السوق تتوقع بنسبة تصل إلى 94% خفض الفائدة في نفس الشهر، وانخفضت من 94% إلى 30%، مما يوضح تغيرًا هائلًا في مزاج السوق.
هذا التعديل في التوقعات دفع بقوة الدولار الأمريكي. خلال تداولات الأربعاء (19 نوفمبر) في نيويورك، سجل مؤشر الدولار أداءً يوميًا لافتًا منذ 25 سبتمبر، حيث ارتفع مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 0.5%، وحقق أعلى مستوى إغلاق منذ أكثر من أسبوعين. ومع ارتفاع الدولار، تراجعت العملات الرئيسية الأخرى. كان الجنيه الإسترليني/الدولار الأكثر ضعفًا، حيث انخفض بنسبة 0.7% يوم الأربعاء، وهو رابع يوم على التوالي من الانخفاض، مسجلًا أطول سلسلة خسائر منذ 24 أكتوبر. كما انخفض الين مقابل الدولار بنسبة 1.1% ليصل إلى 157.18، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يناير من هذا العام. كما تراجع الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى منذ أبريل، مما قضى تقريبًا على مكاسب العام بأكمله.
فترة الفراغ البياناتي تثير عدم اليقين في السياسات
جذر المشكلة يكمن في إعلان مكتب الإحصاء الأمريكي يوم الأربعاء. بسبب توقف الحكومة الفيدرالية (الأطول في التاريخ الأمريكي)، لم يتمكن المكتب من إصدار بيانات التوظيف لشهر أكتوبر في الوقت المحدد، وحتى معدل البطالة لم يُحسب. قرر المكتب دمج بيانات أكتوبر في التقرير الكامل لشهر نوفمبر، لكن هذا يثير مشكلة سياسة خطيرة: كان من المقرر إصدار تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر نوفمبر في 5 ديسمبر، وتم تأجيله الآن إلى 16 ديسمبر.
هذا الفارق الزمني لا يمكن تجاهله. ستعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة آخر اجتماع لها لهذا العام في أوائل ديسمبر، ولكن البيانات الجديدة للتوظيف لن تكون متاحة إلا بعد ستة أيام من انتهاء الاجتماع. هذا يعني أن صانعي القرار في الاحتياطي الفيدرالي سيكون لديهم بيانات اقتصادية محدودة جدًا عند النظر في قرار رفع أو خفض الفائدة في ديسمبر. سيتم إصدار تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر سبتمبر يوم الخميس، ولكن بدون بيانات كاملة لشهر أكتوبر، فإن قيمة هذا التقرير ستكون محدودة أيضًا.
تصادم مواقف السوق والمسؤولين
قال أليكس كوهين، استراتيجي البنوك الأمريكية، يوم الأربعاء، إن أداء الدولار اليوم “مثير للإعجاب”، ويعتقد أن الدولار لا يزال لديه مجال للمزيد من الارتفاع، لأن المتداولين يحتاجون إلى مزيد من الأدلة لتبرير خفض الفائدة في ديسمبر. بعبارة أخرى، في ظل نقص البيانات، يصبح قرار خفض الفائدة محفوفًا بالمخاطر.
هذا الحذر يتوافق مع الانقسامات داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. أظهر محضر اجتماع 28-29 أكتوبر الذي أصدره الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن هناك خلافات كبيرة بين أعضاء اللجنة، على الرغم من قرار خفض الفائدة الشهر الماضي. وكان القلق السائد هو أن استمرار خفض أسعار الفائدة قد يعيق جهود مكافحة التضخم. قال أرووب تشاترجي، استراتيجي بنك وول ستريت في نيويورك، إن احتمالية إبقاء الفائدة ثابتة ترتفع بشكل واضح في ظل غياب البيانات المحدثة، إلا إذا أظهرت بيانات التوظيف في سبتمبر ضعفًا غير معتاد، فإن معظم صانعي القرار سيختارون الانتظار حتى ديسمبر.
ردود الفعل المتسلسلة: تقلبات حادة في الذهب والأصول الأخرى
التحول المفاجئ في توقعات خفض الفائدة أثار اضطرابات في أسواق أخرى. شهد سعر الذهب تقلبات حادة خلال الأربعاء، حيث وصل في الصباح إلى أعلى مستوى عند 4132.86 دولار للأونصة، قبل أن ينخفض بسرعة إلى أدنى مستوى عند 4055.53 دولار للأونصة. في النهاية، أغلق الذهب الفوري على ارتفاع بسيط بنسبة 0.26% عند 4077.93 دولار للأونصة، مع تلاشي مكاسبه خلال الجلسة.
هذا الانخفاض المفاجئ في الذهب مرتبط مباشرة بارتفاع الدولار — حيث أن ارتفاع الدولار يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الأجانب، مما يضعف الطلب. وفي الوقت نفسه، تراجع توقعات خفض الفائدة يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، لأن عائد الذهب لا يمكن مقارنته بعوائد السندات الأمريكية الأعلى.
كما أن المخاوف بشأن مستقبل المالية البريطانية زادت من الضغط على الجنيه الإسترليني، مما أدى إلى تراجع العملات الأخرى مثل اليورو، وكل ذلك يشير إلى اتجاه واحد: مع تغير توقعات رفع وخفض الفائدة، يعيد المتداولون تقييم تخصيص الأصول على مستوى العالم.