الذهب يواجه مفترق طرق، ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات يصبح متغيرًا حاسمًا



يحتاج مستثمرو الذهب إلى الحذر من متغيرات جديدة. في الوقت الحالي، التقنية الفنية للذهب في موقع حاسم — لا تزال مقيدة بمقاومة عند 4220 دولارًا، وإذا تم فقدان هذا الخط الدفاعي، فإن خطر اختبار مستوى 4000 ينذر بزيادة حادة. ومن منظور أكثر شمولية، فإن تحركات عائدات السندات الحكومية العالمية أصبحت تهديدًا كبيرًا أمام مستقبل الذهب.

**تحول الخلفية الكلية: موجة العائدات تصل**

أسبوعًا مضى، أظهرت بيانات الاقتصاد الأمريكي إشارات معقدة. مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر سبتمبر، الذي يركز عليه مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع بنسبة 2.8% على أساس سنوي، منخفضًا عن القراءة السابقة البالغة 2.9%، لكن السوق يعتقد عمومًا أن هذا يعكس تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار أو أنه ظاهرة قصيرة الأمد. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميشيغان لشهر ديسمبر من 51 إلى 53.3، وهو أعلى مستوى منذ خمسة أشهر، مما يشير إلى أن مرونة الإنفاق لا تزال قائمة.

المتداولون يتوقعون أن يخفّض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل، بنسبة احتمالية تصل إلى 87%. ومع ذلك، تظهر تناقضات في السوق — فبالرغم من توقعات خفض الفائدة، فإن عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات يرتفع بشكل معاكس ليصل إلى 4.15%، وهذا الانحراف هو إشارة مهمة بحد ذاته. على الصعيد العالمي، تتجه عوائد السندات في الدول المتقدمة الرئيسية نحو الارتفاع: حيث وصل عائد السندات اليابانية لمدة 10 سنوات إلى 1.97%، وارتفع عائد السندات الألمانية لمدة 10 سنوات إلى 2.81%.

**المعنى العميق لارتفاع العائدات**

تفسير السوق لهذا الارتفاع في العائدات يختلف. المتشائمون يخشون أن ارتفاع العائدات يعكس أن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي تتعرض لضغوط سياسية، وأن توقعات رفع أسعار الفائدة من بنك اليابان تزداد، وأن مستقبل ديون الحكومة الأمريكية يثير القلق، مما يشير إلى وجود مخاطر نظامية محتملة في الأسواق المالية. لكن جاي باري، مدير استراتيجية أسعار الفائدة العالمية في جي بي مورغان، يتخذ موقفًا أكثر تفاؤلاً، حيث يعتقد أن قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة أثناء ارتفاع التضخم يهدف إلى الحفاظ على زخم التوسع الاقتصادي وليس إنهاء النمو، مما يقلل فعليًا من مخاطر الركود الاقتصادي ويضع حدًا أعلى لوتيرة انخفاض العائدات.

أما كبير استراتيجيي الدخل الثابت في شركة PGIM، روبرت تيب، فيرى أن ارتفاع العائدات هو بمثابة "عودة" — إذ أن عصر انخفاض الفائدة الطويل بعد الأزمة المالية قد انتهى، والعالم يعود إلى مستويات الفائدة قبل الجائحة.

**الذهب يتعرض لضغوط مزدوجة**

مهما كان التفسير السائد، فإن ارتفاع عائدات السندات الحكومية يمثل إشارة سلبية للذهب. أولاً، ارتفاع العائد الحقيقي يضع ضغطًا مباشرًا على جاذبية الذهب كأصل غير فائدة. ثانيًا، إذا أدى ارتفاع العائدات إلى تفاقم المخاطر المالية بشكل أوسع، فإن المستثمرين عادةً ما يدخلون في نمط "بيع الذعر"، وعندها لن ينجو الذهب من عمليات البيع. حتى أن الاقتصادي هنريك زيبيرج حذر من أن موجة الارتفاع القياسية في أسعار الذهب قد تكون على وشك الانعكاس الحاد.

**الجانب الفني: تصحيح يحمل مخاطر**

يظهر الرسم البياني اليومي للذهب أن الأصل في مسار تصاعدي منذ فبراير 2024، وهو الآن يبني شكل تصحيح في المنطقة الرابعة. هذا يشير إلى أن الاتجاه الصاعد العام لا يزال سليمًا، لكن الضغوط التصحيحية قصيرة الأمد تتراكم. النقطة الرئيسية للمراقبة هي مستوى الدعم عند 4220 دولارًا — إذا تكرر عجز الذهب عن اختراق هذا المستوى وفقدانه، فهناك حاجة إلى الحذر من احتمال اختبار مستوى 4000 مرة أخرى.

ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات بشكل مستمر مع ضغط التقنية الفنية للذهب يشكلان تناغمًا، ويجب على المستثمرين أن يكونوا أكثر يقظة، تحسبًا لاحتمالية عودة الذهب إلى نمط التصحيح.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت