متى يتوقف انخفاض الين الياباني؟ دليل المستثمرين الكسالى للاستثمار في الين الياباني لعام 2026 | خبراء يتوقعون اقتراب انتعاش الين

الين الياباني يشهد تقلبات حادة مؤخرًا، ويتساءل العديد من المستثمرين: هل سيستمر انخفاض الين؟ ومتى سيبدأ في الارتفاع مرة أخرى؟ هل الدخول الآن لشراء الين مجدي؟ ستجيب هذه المقالة على هذه الأسئلة باستخدام البيانات وإشارات السوق.

مورغان ستانلي يعطي إشارة واضحة: ارتفاع الين على الأبواب

وفقًا لأحدث تقرير لمورغان ستانلي، من المتوقع أن يرتفع سعر الين مقابل الدولار بنسبة تقارب 10% خلال الأشهر القليلة القادمة. أشارت التحليلات إلى أن سعر الصرف بين الدولار والين قد انحرف عن القيمة العادلة. ومع انخفاض عائدات السندات الأمريكية، من المتوقع أن يتم تصحيح هذا الانحراف في الربع الأول من عام 2026. بناءً على ذلك، تتوقع مورغان ستانلي أن ينخفض سعر الدولار مقابل الين إلى حوالي 140 ينًا في بداية العام المقبل.

ماذا يعني هذا؟ إذا اشتريت الدولار بسعر صرف 155 ينًا الآن، فبحلول بداية عام 2026 قد تتمكن من بيعه بسعر 140 ينًا، محققًا ربحًا صافياً يقارب 9%. وهذه فرصة استثمارية لارتفاع الين.

لماذا دخل الين دورة انخفاض استمرت 10 أشهر؟

للحديث عن مأزق الين، يجب أن نبدأ من بداية هذا العام. في بداية عام 2025، كان سعر الدولار مقابل الين حوالي 160، لكنه انخفض في أبريل إلى 140.876، وارتفع الين بشكل حاد بأكثر من 12% خلال ثلاثة أشهر. ظن الجميع أن الين سيعود للانتعاش، لكن بعد مايو بدأ يتراجع مرة أخرى. وفي أكتوبر، تجاوز سعر الدولار مقابل الين 150، وفي نوفمبر سجل أدنى مستوى منذ 34 عامًا، متجاوزًا 157. لقد استمرت موجة الانخفاض هذه تقريبًا لمدة 10 أشهر.

لماذا يعاني الين هكذا؟ هناك سببان رئيسيان:

الأول، “لعنة فارق الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة”. الاحتياطي الفيدرالي يواصل رفع الفائدة، بينما البنك المركزي الياباني يتردد في تشديد السياسة النقدية. كلما زاد فارق الفائدة، زادت عمليات التحكيم — المستثمرون يقترضون بالين (لأنه رخيص)، ثم يستثمرون في أمريكا لتحقيق أرباح من فارق الفائدة. ونتيجة لذلك، يُباع الين باستمرار، بينما يُشترى الدولار بشكل مكثف.

الثاني، إشارات السياسة غير واضحة. رئيس وزراء اليابان، سوناو ماتوي، يميل إلى استمرار السياسة التيسيرية لتحفيز الاقتصاد، لكن محافظ البنك المركزي، هاروهيكو كورودا، يلمح إلى رفع الفائدة لاستقرار الين. هذا التباين في السياسات يربك السوق، ويضغط على الين باستمرار.

ثلاث نقاط تحول رئيسية لارتفاع الين

الأخبار الجيدة أن شروط توقف الانخفاض وبدء الارتفاع تتشكل تدريجيًا. إليك ثلاثة عوامل قد تكون “المنقذ” لتغيير المشهد:

الأول، يجب على البنك المركزي الياباني أن يحدد مسار رفع الفائدة بوضوح. الكلام فقط عن استقرار الين غير كافٍ، بل يجب اتخاذ إجراءات فعلية. إذا أعلن البنك عن جدول زمني لرفع الفائدة في اجتماع ديسمبر، فسيرتد السوق فورًا — سيرتفع الين فجأة. من الناحية الفنية، إذا حدد البنك مسار رفع الفائدة، فمن المرجح أن يشهد سعر صرف الدولار مقابل الين هبوطًا حادًا، مع هدف قريب عند 150 أو أقل.

الثاني، توقف الاحتياطي الفيدرالي عن خفض الفائدة. مع تزايد مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، تتزايد التوقعات بأن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة. بمجرد أن يبدأ، ستعود رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة، مما يقلل من ضغط انخفاض الين. هذا هو الدافع الرئيسي لارتفاع الين.

الثالث، التدخل المباشر من الحكومة في سوق الصرف. وزير المالية الياباني أصدر مؤخرًا “أقوى تحذير”، مشيرًا إلى أن تقلبات سعر الصرف أصبحت سريعة جدًا وذات اتجاه واحد، وألمح إلى احتمال تدخل الحكومة. هذه هي أقوى لهجة من الحكومة منذ سبتمبر 2022 بشأن سوق الصرف. وإذا تدخلت الحكومة فعلاً لشراء الين، فسيكون لذلك تأثير مباشر جدًا.

لماذا استمر انخفاض الين خلال العشر سنوات الماضية؟ استعراض تاريخي

لفهم وضع الين الحالي، من المهم مراجعة كيف تدهور خلال العقد الماضي.

2011، زلزال وتسونامي دمر اليابان. الزلزال المدمر، والتسونامي، وانفجار المفاعل النووي، أضر بالاقتصاد الياباني بشدة. اضطرت الحكومة لشراء كميات كبيرة من الدولار لاستيراد النفط والطاقة، مما أدى إلى ضعف الين.

2012-2013، أطلق آبي الاقتصاد الياباني (آبي فاكتر) موجة هبوط حادة للين. رئيس الوزراء شينزو آبي طرح “آبي الاقتصاد”، ووزير المالية هاروهيكو كورودا أطلق سياسة تيسيرية غير مسبوقة — ضخ 1.4 تريليون دولار من الين في السوق خلال عامين. أدى ذلك إلى تراجع الين بنسبة تقارب 30% خلال عامين، مسجلاً أدنى مستوى له آنذاك.

2021، بدأ التشديد النقدي في أمريكا. أعلن الفيدرالي عن تقليص برنامج شراء السندات (التنقيح)، وارتفعت عوائد السندات الأمريكية، مما جذب رؤوس الأموال إلى أمريكا. في الوقت نفسه، أصبح سعر الفائدة المنخفض جدًا في اليابان فرصة للتحكيم — اقتراض الين وشراء السندات الأمريكية أو الأسهم أو الذهب لتحقيق أرباح من فارق الفائدة، مما زاد من تدهور الين.

2023، بدأ السوق يتوقع تغير سياسة البنك المركزي الياباني. محافظ البنك، كورودا، أشار إلى إعادة النظر في السياسة، وارتفعت معدلات التضخم في اليابان إلى 3.3%، وهو أعلى مستوى منذ سبعينات القرن الماضي، مما زاد التوقعات بتغيير السياسة التيسيرية.

2024-2025، بدأ البنك المركزي الياباني التحرك. في مارس 2024، أنهى البنك المركزي سياسة الفائدة السلبية، وهو أول رفع للفائدة منذ 17 عامًا. في يوليو، رفع الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس إلى 0.25%. هذا الرفع فاق التوقعات وأدى إلى هبوط حاد في سوق الأسهم اليابانية (نيكي 225) بنسبة 12.4%. ثم استقر البنك، حتى يناير 2025، عندما رفع الفائدة مجددًا إلى 0.5%. لكن بعد ذلك، ظل البنك في حالة ترقب، وبدأ الين يتراجع مجددًا بعد يونيو.

أربعة مؤشرات لمراقبة مستقبل الين

ما البيانات التي يجب على المستثمرين مراقبتها لتحديد متى سيبدأ الين في الارتفاع الحقيقي؟

المؤشر الأول: معدل التضخم في اليابان (CPI). إذا استمر التضخم في الارتفاع، فسيكون لدى البنك سبب لمواصلة رفع الفائدة، مما يدعم الين؛ وإذا تباطأ التضخم، فسيوقف البنك التشديد، وسيتعرض الين لضغوط. حاليًا، معدل التضخم في اليابان منخفض مقارنةً مع الاقتصادات الكبرى.

المؤشر الثاني: بيانات النمو الاقتصادي الياباني. خاصة الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر مديري المشتريات التصنيعي (PMI). كلما كانت البيانات أقوى، زادت فرصة أن يواصل البنك المركزي التشديد، ويزداد احتمال ارتفاع الين؛ والعكس صحيح إذا تباطأ النمو. حاليًا، أداء الاقتصاد الياباني مستقر نسبيًا بين دول G7.

المؤشر الثالث: تصريحات محافظ البنك المركزي. كلمات كورودا دائمًا ما تُفسر على أنها محفزات قصيرة الأمد لسعر الصرف. أي إشارة لرفع الفائدة أو تعديل السياسة يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

المؤشر الرابع: توجهات السياسات النقدية العالمية. قرارات الفيدرالي والبنك الأوروبي تؤثر على سعر الين. إذا بدأ الآخرون في خفض الفائدة، فسيستفيد الين نسبيًا. بالإضافة إلى ذلك، يُعرف الين بصفته عملة ملاذ آمن — عند حدوث أزمات دولية، يلجأ المستثمرون لشراء الين كملاذ.

نصائح عملية للاستثمار في الين

هل من المناسب الآن شراء الين؟ بشكل عام، تتشكل ظروف ارتفاع الين، ويمكن للمستثمرين على المدى الطويل أن يخططوا لتوزيع استثماراتهم، لكن يجب الحذر على المدى القصير.

استراتيجية مقترحة: من الناحية الفنية، يُنصح باتباع استراتيجية البيع عند ارتفاع سعر الدولار مقابل الين، مع وضع نقطة وقف عند 156.70. إذا تم كسر هذا المستوى، فذلك يشير إلى تغير في إشارات السياسة، وسيبدأ ارتفاع الين بشكل أسرع.

للأشخاص الذين يحتاجون للسفر إلى اليابان، يمكنهم توزيع عمليات الشراء الصغيرة تدريجيًا، وتراكم الين ببطء لمواجهة احتياجات السفر لاحقًا. لا تراهن على عملية واحدة، بل وزع التكاليف.

للمتداولين المحترفين في سوق الصرف الأجنبي، من الضروري بناء نظام مراقبة شامل، يتابع تصريحات البنك، بيانات التضخم، والنمو الاقتصادي، ويقوم بتعديل المراكز عند حدوث تحولات حاسمة. ويجب دائمًا وضع أوامر وقف خسارة للحد من المخاطر.

الخلاصة: بوادر ارتفاع الين تظهر الآن

على الرغم من أن فارق الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة لا يزال يتوسع، وأن سياسة البنك المركزي الياباني لا تزال في مسارها، إلا أن السوق بدأ يتفق على أن سعر الين الحالي قد يكون مبالغًا فيه هبوطًا. توقعات مورغان ستانلي، وتصريحات الحكومة اليابانية الصارمة، وإشارات محافظ البنك كورودا حول رفع الفائدة، كلها تشير إلى أن لحظة ارتفاع الين تقترب.

سواء كان الهدف من ذلك السياحة أو تحقيق أرباح استثمارية، فالوقت الحالي هو فرصة لمراقبة الين عن كثب. لكن تذكر أن سوق الصرف متقلب جدًا، ويجب أن تضع خطة تتناسب مع قدرتك على تحمل المخاطر، واستشارة محترفين إذا لزم الأمر، لضمان إدارة المخاطر بشكل جيد.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت