هل تذكر عندما لم يكن تصفح الإنترنت يشعر وكأنه وظيفة بدوام كامل؟ كل موقع إلكتروني الآن يفرض عليك تلك النافذة المزعجة "قبول ملفات تعريف الارتباط" - وذلك بفضل لوائح الاتحاد الأوروبي التي كان من المفترض أن تحمينا لكنها انتهت بإضاعة وقت الجميع بدلاً من ذلك.

فكر في عدد الساعات الجماعية التي أضاعتها البشرية فقط في النقر على هذه النوافذ. نحن نتحدث عن ملايين الثواني من الحياة تبخرت، اختفت تماماً. ولأجل ماذا؟ معظم الناس يضغطون على زر القبول على أي حال دون قراءة كلمة واحدة.

هذا بالضبط هو السبب الذي يجعل حركة الويب 3 تلقى صدى لدى الكثير من الناس. التنظيمات المركزية غالباً ما تخلق مشكلات أكثر مما تحل. عندما يتخذ البيروقراطيون على بعد آلاف الأميال قرارات حول كيفية عمل الإنترنت، تحصل على هذه الفوضى - حلول تبدو جيدة على الورق لكنها تخلق تجارب مستخدم سيئة في الواقع.

المفارقة؟ أن هذه القوانين الخاصة بملفات تعريف الارتباط كانت تهدف لمنح المستخدمين مزيداً من التحكم في بياناتهم. بدلاً من ذلك، أصبحت الموافقة على كل شيء بالنقر على "نعم" أمراً طبيعياً، وهذا عكس الموافقة المستنيرة تماماً. ربما حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية عمل الخصوصية الرقمية فعلاً.