أظهرت أحدث البيانات من أداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي (FED) التابعة لـ CME أن احتمال خفض سعر الفائدة في ديسمبر قد ارتفع إلى 86.9%، حيث يعتبر السوق "خفض سعر الفائدة" أمراً مؤكداً تقريباً. والأكثر جرأة هو أن التوقعات بتخفيضين متتاليين في يناير من العام المقبل قد وصلت إلى 23.1% - مما يشير إلى أن إشارات التخفيف من ظروف السيولة تزداد قوة.

لكن هل خفض الفائدة يعني حقًا أن "سعر العملة سيرتفع"؟ لا تنخدع بالمظاهر.

جوهر خفض الفائدة هو تقليل تكلفة الاحتفاظ بالدولار، وستبحث الأموال عن أصول ذات مخاطر أعلى وعوائد أفضل، وسوق التشفير هو بالتأكيد أحد المستفيدين. ولكن الجانب الآخر للعملة هو أن السياسات التوسعية ستؤدي إلى زيادة توقعات التضخم، مما يجعل الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذرًا في خطواته اللاحقة. والأهم من ذلك، أن السوق قد بدأت بالفعل في "الركض أمام الوقت" - حيث تجاوز سعر البيتكوين مؤخرًا 90,000 دولار، وهو ما يعزى إلى حد كبير إلى استباق توقعات خفض الفائدة.

هذا يجلب تناقضًا: عندما تصبح السياسة فعالة بالفعل، قد تكون الفوائد قد استنفدت. تخبرنا التجارب التاريخية أن "سقوط الحذاء" غالبًا ما يترافق مع تصحيح قصير الأجل، لأن الأموال التي كان ينبغي دخولها قد دخلت بالفعل، وما تبقى هو فقط مساحة خروج الأرباح.

ماذا يفعل الأفراد؟ ثلاثة مبادئ:

أولاً، لا تندفع لشراء بكامل طاقتك عندما تكون في ذروة المشاعر. السوق الآن في حالة حرارة عالية، انتظر حتى يتم خفض أسعار الفائدة ثم راقب اتجاهات الأموال قبل اتخاذ القرار.

ثانياً، التركيز على تخصيص الأصول ذات الخصائص "المضادة للتضخم" القوية. غالباً ما يكون أداء البيتكوين كذهب رقمي أكثر استقراراً من العملات البديلة خلال فترات التيسير.

ثالثًا، كن حذرًا من فخ "الاختراقات الزائفة". إذا لم ترتفع أسعار العملات بعد خفض الفائدة بل انخفضت، فهناك احتمال كبير أن يكون الكبار يستغلون الأخبار الجيدة لتفريغ حيازاتهم، في هذه الحالة لا تتمسك بالموقف، فوقف الخسارة أهم من الإيمان.

يمكن أن تشير السياسات إلى الاتجاه العام، لكن الربح يعتمد على الفهم والانضباط. لا تضع ثروتك في "مراهنة على السياسات"، فمجال العملات الرقمية لم يكن أبدًا كازينو، بل هو لعبة طويلة تختبر الصبر والقدرة على الحكم.