PoW: كيف تقوم بيتكوين ببناء كائنات رقمية من خلال آلية تقليل الإنتروبيا

اقترح مؤسس البيتكوين آلية إثبات العمل التي حلت بالفعل المشكلة البيزنطية التي طالما عانت منها البشرية. تكمن جوهر هذه المشكلة في كيفية الوصول إلى الإجماع وإقامة النظام في بيئة فوضوية وغير منظمة. من منظور الديناميكا الحرارية، تعتبر هذه عملية تقليل الإنتروبيا، أي الانتقال من الفوضى إلى النظام.

آلية إثبات العمل تحقق الإجماع من خلال تحفيز المعدنين على المشاركة في سباق القوة الحاسوبية، مما يؤدي إلى تشكيل توافق في العقد غير المرتبة. هذه الطريقة تخلق نظام تقليل إنتروبيا يتوسع باستمرار. في الكون، باستثناء الحياة، تميل الأشياء الأخرى نحو زيادة الإنتروبيا حتى تصل إلى السكون الحراري النهائي. الحياة تشكل النظام من خلال هضم الإنتروبيا السلبية لتحقيق تقليل الإنتروبيا.

من هذا المنظور، فإن نظام بيتكوين هو في جوهره كائن حي ينمو باستمرار، حيث يمتص قوة الحوسبة العالمية من خلال الإجماع الآلي ليستمر في التطور. رمز بيتكوين هو مجرد رمز مكافأة يدفع هذا الكائن الحي للنمو، وليس النظام بالكامل. يمتلك نظام بيتكوين استقلالية، ولكنه أيضًا اجتماعي، قادر على التعاون مع أشياء أخرى لتقديم قيمة أكبر.

في الماضي، كان الناس غالبًا ما يعتبرون رموز البيتكوين متساوية مع شبكة البيتكوين بأكملها، وهو ما يمثل حدود الفهم. لقد استمر البيتكوين في النمو على مدار سنوات عديدة، في حين أن معظم المقلدين قد اختفوا أو في طريقهم للاختفاء. بعد أن تحولت الإيثريوم إلى آلية إثبات الحصة، تخلت عن آلية دفع التطور المستمر للكائنات الحية من خلال استيعاب قوة الحوسبة العالمية، واعتمدت بدلاً من ذلك على معدل محدود من رهن الرموز لإنشاء الإجماع، مما قد يكون السبب العميق الذي أدى إلى تراجعها تدريجياً عن البيتكوين.

تدفعنا هذه الظواهر إلى إعادة التفكير في كيفية استمرار بيتكوين، الذي يحركه الإجماع الميكانيكي، في لعب دور اجتماعي في الحضارة الرقمية البشرية. قد يكون استكشاف كيفية دمج كائن بيتكوين بشكل عميق مع المجتمع البشري، وإطلاق طاقة حياتية أكبر، هو الاتجاه الأكثر معنى للابتكار وريادة الأعمال في المرحلة التالية من مجال العملات المشفرة.