من المقرر إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر، وقد تشهد السوق مرة أخرى التقلب

شهدت الأسهم الأمريكية مؤخرًا تقلبات كبيرة بسبب بيانات التضخم. في مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، تعتبر بيانات CPI الأساسية على أساس شهري مهمة بشكل خاص، حيث أن أي تغيير بنسبة 0.1% قد يؤثر بشكل كبير على السوق. من المحتمل أن تؤدي بيانات CPI الأمريكية لشهر سبتمبر التي ستصدر يوم الخميس المقبل إلى حدوث اهتزازات في السوق مرة أخرى.

أهمية بيانات CPI

حاليًا، يبذل الاحتياطي الفيدرالي قصارى جهده لاستقرار الأسعار، ومن أجل كبح التضخم، لا يتردد حتى في تحمل تكلفة سوق العمل، مما يبرز الدور الحاسم لكل بيانات التضخم.

CPI كمعيار لقياس التضخم الفعلي، هو المرجع الأساسي لمراقبة ارتفاع الأسعار. على الرغم من أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) هو المؤشر المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي للتضخم، إلا أن توقيت نشره المتأخر يجعل CPI في الواقع هو الأساس الرئيسي لتقييم مستوى الأسعار.

في تكوين مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، يتم إعطاء وزن أكبر لمؤشر أسعار المستهلك الأساسي (Core CPI) مقارنة ببيانات التضخم العامة. على الرغم من قلق السياسيين حول تغيرات أسعار الوقود، إلا أن السوق واحتياطي الفيدرالي يركزان أكثر على الاتجاهات المحتملة للتضخم. منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في مارس من هذا العام، أصبح التغير الشهري في مؤشر أسعار المستهلك (CPI) أكثر أهمية من التغير السنوي.

يوضح الرسم البياني لليورو/الدولار منذ عام 2021 بوضوح التأثير العميق للتضخم على السوق.

توقعات CPI لشهر سبتمبر والسيناريوهات الثلاثة المحتملة

يتوقع السوق أن ينمو مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.5% على أساس شهري في سبتمبر، على الرغم من أنه أقل من نسبة 0.6% في أغسطس، إلا أن الزيادة على أساس سنوي قد تصل إلى 6.6%، مما يتجاوز بكثير هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وأعلى من نسبة 6.3% في أغسطس. يأمل الاحتياطي الفيدرالي في رؤية بيانات التضخم المحتملة تنخفض باستمرار إلى مستوى 2% أو أقل.

فيما يلي ثلاثة سيناريوهات محتملة وتأثيراتها المحتملة:

1. يتوافق مع التوقعات: إذا ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.5% أو 0.4% على أساس شهري، فإن ذلك سيتماشى مع توقعات السوق، مما يشير إلى أن ارتفاع الأسعار ودورة رفع أسعار الفائدة قد تكون قريبة من النهاية. ومع ذلك، حتى الزيادة الشهرية بنسبة 0.4% تعني أن الزيادة على أساس سنوي لا تزال مرتفعة جداً. قد يأخذ السوق نفساً قصيراً، وقد يختار المضاربون على الدولار جني الأرباح. لكن بعد رد الفعل الأولي، قد يعيد المستثمرون تقييم وضع التضخم، وقد تؤكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على الحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.

2. أقل من المتوقع: إذا كانت نسبة الزيادة في مؤشر الأسعار الأساسي (CPI) على أساس شهري 0.3% أو أقل، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في الأسهم الأمريكية وانخفاض في الدولار. وهذا سيثبت أن الزيادة بنسبة 0.6% في أغسطس قد تكون حدثًا لمرة واحدة. قد يبدأ سوق السندات في استيعاب توقعات رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فقط في نوفمبر. ولكن بالنظر إلى ضغوط سلسلة التوريد وتأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الرهون العقارية، فإن احتمال حدوث هذا السيناريو يعتبر متوسطًا.

3. تجاوز التوقعات: إذا زادت نسبة CPI الأساسية بنسبة 0.6% أو أكثر مرة أخرى، فسوف يشير ذلك إلى أن الزيادة المنخفضة بنسبة 0.3% في يوليو كانت استثنائية. قد تعيد السوق توقعات رفع أسعار الفائدة بمقدار حوالي 100 نقطة أساس في نوفمبر. إذا وصلت الزيادة إلى 0.7%، فقد تؤدي إلى شراء كبير للدولار وانخفاض في سوق الأسهم الأمريكية. على الرغم من أن المحللين يرون أن احتمال حدوث ذلك منخفض، إلا أنه لا يمكن استبعاده تمامًا نظرًا للمخاطر المحتملة العالية.

الخاتمة

نظرًا لأن السوق كان رد فعله فاتراً تجاه بيانات الوظائف غير الزراعية الأسبوع الماضي، بينما أدت بيانات CPI في المرتين السابقتين إلى تقلبات ملحوظة في السوق، فإن بيانات CPI لشهر سبتمبر التي ستصدر يوم الخميس بلا شك ستصبح محور اهتمام السوق، وتأثيرها لا يمكن تجاهله.